عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) logo لا بأس أن يكتب المسلم اسمه في طرة المصحف (جانبه) مخافة اشتباه مصحفه بغيره، فقد لا يناسبه إلا مصحفه المخصص له، ولا بأس أن يكتب بعض الفوائد على الهوامش كتفسير كلمة أو سبب نزول أو ما أشبه ذلك. لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. إن أهمية الوقت معلومة عند كل عاقل؛ ذلك أن وقت الإنسان هو رأسماله، وهو عمره أيامه ولياليه، فإذا ما ضاع رأس المال، ضاعت الأرباح، وإذا عرف الإنسان ذلك، حرص على أن يستغلها ويستفيد منها وألا يضيعها، ليكون بذلك رابحا تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
shape
شرح كتاب بهجة قلوب الأبرار لابن السعدي
123268 مشاهدة print word pdf
line-top
نسبة خلق الطاعات والمعاصي إلى الله

...............................................................................


ومن المعلوم أن الله تعالى هو الذي يخلق كل شيء حتى الطاعات والمعاصي، ولكنه سبحانه أعطى الإنسان قوة وقدرة يزاول بها أعماله الدينية، وأعماله الدنيوية يستطيع أن يحرث، وأن يصنع، وأن يتكسب بما أعطاه الله تعالى من هذه القوة، مع أن قوته مخلوقة لله، وتنسب أعماله وصنعته إليه، فيقال: هذا من صنع فلان، مع أن الله هو الذي أقدره على أن صنعه, هذه الخشبة نجرها فلان، الله تعالى هو الذي قدر ذلك، وأقدره وهذه السكين أو السيف من صناعة فلان، الله هو الذي أقدره وهو الذي قواه على ذلك، كما يقال أيضا: هذه الصدقة من فلان؛ أي أنه الذي تصدق بها، الله هو الذي أقدره وقواه ومكنه وأعطاه إلى أن عمل هذه الأعمال.
كما تنسب إليه أيضا المحرمات فيقال: فلان هو الذي عمل هذه الخمر وصنعها، مع أن ذلك بمشيئة الله تعالى، وفلان هو الذي قتل هذا القتيل سواء قتله في سبيل الله، إذا كان كافرا، أو قتله ظلما إذا كان مسلما، مع أن الله هو الذي قواه وأمده بهذه القوة، وأمده بهذه القدرة ولو شاء ما فعل.
فيستحق الثواب على الفعل الذي يحمد ويستحق العقاب على الفعل الذي يذم، والله تعالى هو الذي يعينه ويهديه بتوفيقه، كما في قول الله تعالى: وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ أي من قدر الله تعالى هدايته فإنك لا تقدر على إضلاله، ولا يقدر أحد على أن يضلوه، وإن كان الإنسان قد يكون له سبب، قد يكون هناك سبب من الإنسان ينسب إليه، أنه الذي دعا فلانا فاهتدى، وأن هذا الكافر دعا فلانا فضل وتاه، فيكون للإنسان نوع سبب.

line-bottom